الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية حذار من الانفلات السياسي والأمني يا مهدي جمعة

نشر في  04 ديسمبر 2014  (09:38)

لو كانت بلادي تونس تخضع للقانون دون سواه لما كتبت لك هذه الرسالة يا أخي رئيس الحكومة مهدي جمعة.. انّ تونس اليوم في وضع خطر ومن  واجبي كمواطن تنبيهك للمخاطر التي قد تمرّ بها بلادي وبلاد كل التونسيين.
فبعض التحاليل تفيد بأنّ هناك امكانيّة حدوث اضطرابات قبل الدّور الثاني للانتخابات وخاصّة في صورة فوز السيد الباجي قايد السبسي، فقد تستغلّ ثلاثة أطراف هذا النجاح لإدخال البلاد في مرحلة من عدم الاستقرار، وهذه الأطراف هي:
ـ المهرّبون ومافيا المال القذر..
ـ أفراد من حزبين سياسيين متشدّدين..
ـ الارهابيون..
انّ من مصلحة المهربين ان يواصلوا أعمالهم التخريبية للاقتصاد وذلك بالتحكّم  ـ نسبيّا ـ  في مسالك التهريب وجني مئات المليارات.. فمن مصلحتهم ان تشتعل المناطق الحدوديّة وان تبقى بعض نقاط المرور مثل «الغربال» بحيث يمكن اختراقها بسهولة، ويوم يشعرون انّ الحكومة المقبلة ستكون أكثر حزما وصرامة إزاءهم فستتحرّك هذه المافيا مدعومة بأفراد من حزبين سياسيين لإشعال نيران الفوضي والعنف وسيكون تحرّك هذه العصابات في المنطاق الحدوديّة، امّا لادخال بضائع أو أموال أو أسلحة أو ارهابيين..
أما المتشدّدون فلن يقبلوا بإقصائهم من السلطة وبالتالي سيساهمون في تأجيج نيران الفتنة في أغلب مدن تونس وقراها خوفا من محاسبتهم في عدّة قضايا على غرار اغتيال الشهداء بلعيد والبراهمي ونقض أو الرش بسليانة أو اهدار المال العام وتبديده.. ولمّا كان من الصعب مغادرة السلطة بما تجلب من امتيازات ونفوذ، فمن المنتظر ان تنظّم مظاهرات وربما أعمال عنف وقد تتمّ مهاجمة بعض مقرات السيادة وبعض المؤسسات الحكوميّة وقد تتعرّض مقرّات للحكومة ولأحزاب سياسيّة لمداهمات وحرائق واعتداءات، ومن بين المستهدفين اتحاد الشغل وبعض مقرات نداء تونس والجبهة الشعبية وحتى الاتحاد الوطني الحرّ! فحذار!
أما الطرف الثالث الذي سيحاول استغلال الظروف الصعبة للبلاد فهو الميليشيات والارهابيون والذين قد يدبّرون عملايت عنيفة وارهابية ضد بعض كبار السياسيين الناجحين في الانتخابات الاخيرة، فتمرير الأسلحة وربما ارهابيين عبر الحدود الليبية أمر ممكن اذا استغلّ الارهاب المظاهرات او ساهم فيها حتى يتسنّى له تسريب شاحنات مدجّجة بالأسلحة أو بالمئات من أنصار الشريعة أو داعش..
وبصفتك رئيسا للحكومة وبما انّ الرئيس المؤقت منهمك في حملته الانتخايبّة فانّي أقترح عليك عقد جلسات عمل مع الوزراء المعنيين وكذلك مع سامي الأطر الموثوق بها للتحسّب لكلّ الاضطرابات والعمل علي التصدّي لكلّ المحاولات الرامية الي زعزعة أمن البلاد قبل الدّور الثاني من الانتخابات وبعده مع التذكير بأنّ هناك شخصيات ستكون مستهدفة.
انّ أغلب الشعب التونسي ينتظر منك اجراءات وقائيّة فورية وصارمة تحمي البلاد، علما انّ ايّ مظاهرة قانونيّة وسلمية لابّد من التعامل معها بمرونة، وفي الوقت نفسه يتعيّن على الأمن أن يكون بالمرصاد للاجرام والعنف والارهاب.. لأنّك مؤتمن على الحكومة فإنيّ على يقين من انّك ستولي هذا الموضوع فائق الاهتمام! وإذا لم يحدث ما أخشاه فإنّ الوقاية أفضل من  العلاج.

المنصف بن مراد